❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
بقلم حمزة العطار
بضربة قاسمة ونصر بيّن, تم الإعلان عن عملية أمنية كبيرة، ربما تكون الأكبر منذ تاريخ النشأة الصهيونية والتي طبعت فشلاً كبيراً وهزيمة نكراء سُجلت في قاموس الهزيمة الإسرائيلية ضمن سياق معركة مخفية تدور منذ سنين، يحتفظ الإيرانيون بكثير من ألغازها لم تُنشر سابقاً .
ضجت وسائل الإعلام العالمي بعملية أمنية كبيرة أسفرت عن اقتناص عدد لا يُستهان به من مواقع وإحداثيات نووية سرية تتسم بطابع السرية في وقت ثرى إيران أنه من المفيد نشر هكذا معلومات في هكذا وقت، فما حقيقة ما تم نشره وهل هناك حروب أمنية لم يفصح عنها الإيرانيون كما الصهاينة وما الغاية من توقيت نشر هكذا معلومات ؟
الحروب الأمنية لم تكن وليدة الأمس بين الجمهورية الإيرانية والصهاينة وهي شهدت جولات ربح وخسارة، تعاظمت ما بين عام ٢٠١٠ واليوم ولعل جبهة سوريا كانت مسرحاً كبيراً لسيل من هكذا عمليات نفذها الجانبان كون سوريا كانت ممراً ومقراً للعمليات الإرهابية والارهابيين من جهة وكانت مستقراً لعدد من المستشارين الايرانيين في تلك الحقبة، وقد ظهر بعض هذه العمليات عبر اغتيالات او محاولات اغتيالات كما جرى على طريق المطار في سوريا على الجسر الخامس منذ عدة سنوات وغيرها من العمليات الأخرى، في مقابل عمليات اخرى جرت في دول افريقية أو دول أميركا اللاتينية أو حتى تركيا دون أن يتم ذكرها ولم يتم الاعلان عن كثير من عمليات تمت في ذلك الوقت لأن معظم العمليات الأمنية تبقى طي الكتمان، أما ما جرى اليوم فهو عمل أمني كبير أعلنت ايران عن قليل من تفصيلاته تلخصت بإقتناص مجموعة من خرائط وإحداثيات وتفاصيل تتعلق بالشأن النووي الإسرائيلي، وربما هناك امور أخرى تحتوي على غير الملف النووي ربما ترى إيران من المصلحة أن يتم الاعلان عنها لاحقاً .
الثابت الوحيد اليوم، مع القليل الذي تم ذكره أن إيران حصلت نصراً كبيراً وعظيماً مقابل خسارة مدوية تلقتها اسرائيل قد تكون الأكبر استخبارتياً منذ نشأتها .
لا يمكن سرد ما علمناه عن العملية، لأن وجوب الصمت في بعض الأحيان يفرض علينا ان نصمت ولأن من أعطانا بعض التفاصيل من الايرانيين ممن يعنيهم الأمر، طلب عدم نشرها، لهذا نترك الإعلان في هذا الصدد لمن يحق لهم الإعلان ساعة يشاؤون .
النقطة الملفتة كانت سبب إعلان إيراني في وقت تم الاعلان فيه على عشرات العمليات السرية والأمنية، فالجواب يكمن في محاولة إعادة بعض الصواب المفقود لدى الحكومة الصهيونية التي سعت وتسعى بكل الوسائل لإطالة أمد بقائها وهي التي بات مصير بعض صقورها معروفاً حين الهدوء، أولهم وليس ٱخرهم نتيناهو الذي فّتحت أبواب زنزانته في انتظار لساعة الصفر، وإن هكذا إعلان في هكذا توقيت يدفع الشارع الإسرائيلي للتحرك منعاً لأي حماقة ترتكبها الحكومة الإسرائيلية قد تؤثر على سير التفاوض الإيراني - الأميركي الذي يبدو أنه سيشهد نهايات سعيدة .
اذن فالعملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وساحات الخارج تشهد عن عمليات لم يُكتب لها أن يتم الاعلان عنها حتى اليوم وربما لن يُكتب لها ذلك .
كل ما يمكنني أن اقوله اليوم أن إيران حصلت على كنز معلوماتي صهيوني، يخدم المعركة القائمة في غير جهة، وصدقوا بل صدقوا كثيراً، أنه ربما لا يكون الكنز المعلوماتي يحوي معلومات تتعلق بالنووي الصهيوني، بل ربما هناك ما هو أعظم وأكبر، تحتفظ إيران بحق الإعلان عنه لوقت معلوم، لكنها يقيناً لن تتوانى عن الإستفادة منه في القادم من الأيام .
حمزة العطار